متفرقات

الطرق الفعّالة لتحسين صحّة الجسم وضبط مستويات السكر في الدم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في عالم تتسارع فيه المعلومات وتنتقل فيه الأخبار بسرعة البرق، غالباً ما نجد أن ما يطفو على السطح من فيديوهات ومحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليس إلا صدى لمعلومات غير دقيقة أو حتى مشوهة علمياً. تلك الاشرطة التي تذهب viral أو تصبح شائعة بين يوم وآخر، هي في كثير من الأحيان مجرد فقاعات من الادعاءات، التي لا تستند إلى أسس علمية ثابتة.

وعلى الرغم من أن بعض الدراسات قد تلمح إلى أن مواد معينة قد تساهم في تحسين صحة الجسم أو تساعده على التخلص من السموم أو حتى فقدان الوزن، فإن النتائج تبقى عادة غير قاطعة، ونسب الفائدة تكون ضئيلة جدا، بحيث لا يمكن البناء عليها لاستنتاجات جازمة. فمثلما يعجز الطبيب عن تقديم دواء ناجع لكل حالة، فإن الاعتماد على مادة غذائية واحدة أو مشروب معين كحل سحري، يبقى بعيداً عن الحقيقة العلمية.

من بين هذه المعلومات المنتشرة، يظهر نقاش واسعٌ حول بعض العادات الغذائية التي أصبحت شائعة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل تخزين الخبز والأرز في "الفريزر"، او طريقة الحفظ التي قد تؤثر في قيمتهما الغذائية. وكذلك الأمر بالنسبة للمشروبات التي يُروج لها كعلاجات سحرية لتخفيض الوزن، مثل خل التفاح أو الحامض مع الماء على معدة فارغة، حيث تطرح بعض الادعاءات أن هذه العادات قد تكون مفيدة للصحة بشكل يفوق المعتاد. لكن، هل هذه المزاعم تستند فعلاً إلى دراسات علمية دقيقة؟ أم أنها مجرد اجتهادات عابرة؟

الـ "Coach" خبير متعدٍ على اغلب الاختصاصات!

لتسليط الضوء على هذه المسائل وتحليل صحتها، استقت "الديار" المعلومات الدقيقة من اختصاصية التغذية كريستيل باشي، التي أكدت أن التحليل العلمي هو السبيل الوحيد لفرز الحقيقة من الزيف، في بحر هذه الافتراءات التي تطفو بين الحين والآخر.

وعن تضارب التصريحات من قبل الخبراء في المجال نفسه على منصات التواصل الاجتماعي، توضح أنه "يجب تحديد الأشخاص الذين يتعدّون على المهنة، ويطلقون على أنفسهم Health Coach وNutrition Coach وCoach بشكل عام، ويتنافسون مع الخبراء في التغذية الذين درسوا واجتهدوا في الجامعة للوصول إلى مرحلة مزاولة المهنة، بعد الحصول طبعا على إذن مزاولة المهنة، بناءً على شهادات وتدريبات وخبرات اكتسبها الاختصاصي خلال مسيرته العلمية أو المهنية، إضافة إلى الانتساب إلى النقابة، الذي يعدّ إلزامياً، أي لا يمكن لأي شخص العمل دون الانتساب إليها".

وتضيف: "لذلك، لا يمكنني اليوم القول إن فلاناً الذي اعطى نصيحة تتعارض مع النصيحة التي يقدمها اختصاصي التغذية، إذ إنه بطبيعة الحال، عندما نريد الاعتماد على مصدر موثوق به، يجب أن يكون صاحب اختصاص لديه شهادات وخبرة علمية في هذا المجال، لأنه المخوّل الوحيد لإعطاء النصائح. هذا أولًا كفكرة عامة، وذلك بسبب نقص الثقافة لدى الناس الذين يحاولون معرفة الأمور من خلال المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يملكون متابعين أو تنتشر فيديوهاتهم بشكل Viral، بدلًا من الاختصاصي الذي يمكنه معالجة أي موضوع من زاوية علمية وطبية بحتة".

الأبحاث تتطلب مزيداً من الدراسات... والا!

وتتطرق إلى "المعلومات المتضاربة"، موضحة أنه "ليست كل دراسة علمية تُنشر معتمدة عالمياً وكافية لننصح الناس بالاستناد إليها. فمثلًا، إذا تم إجراء دراسة عن تأثير الحامض في خسارة الوزن، لا يمكننا استخدام بياناتها فقط، بل ينبغي توافر عدة دراسات تدعم أي بحث علمي، كما أن هناك نواحي علمية مثبتة على مدى سنوات معينة. من هنا، لا يمكننا قراءة دراسة واحدة والتسويق لها، إضافة إلى ذلك، هناك في بعض الأحيان مبالغة في الموضوع فقط ليصبح "Viral".

وتتابع "فعلى سبيل المثال، إذا أشارت دراسة ما إلى أن لحامض الليمون منافع جمة للصحة بشكل عام، ولكن من ضمن هذه المزايا انه يسهم في فقدان الوزن بنسبة 1%، وهو معدل ضئيل جداً لا يُؤخذ بعين الاعتبار، يأتي أحدهم ليفخّم الأمور ولا يعطي التفاصيل كاملة حول حقيقة الأمر، فقط يدعم شريطه المصور باسم الدراسة دون الغوص فيها، ومعرفة ما توصلت اليه، ليصبح بذلك Trend".

وتتطرق إلى أمثلة من خارج عالم التغذية، مشيرة إلى أنه "منذ فترة، انتشر كلام حول أن أشعة مجفف الأظافر أي UV Light، والتي تُستخدم في تجفيف الأظافر المركّبة مثل Gelish، تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. لكن قبل إطلاق هذه المخاوف، يجب أن نعرف مدة التعرّض لهذه الأشعة وعدد المرات التي يتم فيها استخدامها، لكي نتحدث عن أضرارها بدقة".

واكدت ان "التعرّض لها مرة أو مرتين لا يؤدي إلى مشكلات صحية، لأن الجسم لديه القدرة على تنظيم نفسه. وإذا عدنا إلى الدراسة حول أضرار اشعة UV، فهي تشير إلى أن التعرّض لها لمدة تتجاوز 20 دقيقة قد يكون مضراً، بينما الفترة التي نستغرقها عند وضع أظافرنا داخل جهاز UV لا تتجاوز بضع دقائق. لذا، عند إعطاء أي معلومة، لا بد من شرحها بشكل صحيح ودقيق، لا أن نذكر جملة تثير الذعر دون توضيح".

الخبز والأرز: بين المغالطات المنتشرة والحقائق العلمية

ومن المعلومات الملفقة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أن وضع الخبز في البراد يقلل من امتصاص الجسم للسكر، مما يجعله عاملًا جيداً لمنع ارتفاع السكر في الدم. وينطبق ذلك أيضًا على المعكرونة، حيث تتحلل النشويات بعد وضعها في البراد، مما يقلل من امتصاص الجسم لها.

حول هذه المسألة، تكشف باشي أنه في عام 2007 تم إجراء دراسة عن هذه القضية، وتلتها دراسة أخرى عام 2017، ثم دراسة ثالثة عام 2023، حيث تكرر البحث والنتائج كانت متشابهة تقريباً. وتوضح انه عند وضع الخبز في "الفريزر"، يتغير شكل النشويات التي بداخله على المستوى الكيميائي (Chemical Level) أو الجزيئي (Molecular level). فعندما يُخزّن في "الفريزر" ثم يُخرج ويُحمّص، يصبح المؤشر الجلايسيمي (أي مؤشر نسبة السكر في الدم) أقل، مما يعني أن امتصاص الجسم للسكر يصبح أبطأ. ويرجع ذلك إلى أن هذا النوع من النشويات عند توضيبه في "الفريزر"، يصبح أكثر مقاومة لعملية الهضم. لكن هذا لا يعني أن الجسم لا يهضمها، بل إنه يقوم بذلك بطريقة مختلفة، حيث يتم هضمها عبر التخمير بواسطة البكتيريا الجيدة الموجودة في الأمعاء".

وتستكمل: "لذلك، إذا أراد الفرد وضع الخبز في "الفريزر"، يمكننا تقديم هذه النصيحة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. لكن على صعيد فقدان الوزن، لا يوجد أي دليل علمي حتى الآن يشير إلى أن ذلك يقلل من السعرات الحرارية، ونحن هنا نتحدث تحديدًا عن الخبز المجمّد".

وعن أضرار حفظ الأرز في البراد، تقول: "عند طهي الأرز، يترك حوالى ساعتين ثم يُحفظ في البراد لمدة 3 أيام. وهناك أطعمة تبقى لفترات أطول دون أن تفسد، لكن القاعدة العامة لتفادي أي تسمم غذائي هي أن الطعام يمكن حفظه لمدة ثلاثة أيام".

خل التفاح يضبط السكر في الدم!

وعن الفيديوهات المنتشرة حول تناول حامض الليمون مع الماء على معدة فارغة، تشرح باشي أن "العديد من التوجهات انتشرت حول هذا الموضوع لأسباب مختلفة، مثل الادعاء بأن هذا المشروب يحرق الدهون، وهذا غير صحيح. فالدهون موجودة تحت الجلد، وعند تناول الطعام يقوم الجسم بهضمه، ثم تمر العناصر الغذائية عبر الكبد حيث يتم توزيعها، بينما يخزن الفائض في الخلايا الدهنية، وهو ما يؤدي إلى زيادة الوزن. لذا، لا يمكن من الناحية العلمية القول إن الليمون يحرق الدهون".

أما الفكرة الثانية التي أثارت جدلًا كبيرا، فهي شرب خل التفاح مع الماء. لذلك، تقول باشي:  "لا بد هنا من التفرقة بين مشكلتين طبيتين:

- أولًا: نقص كمية الحمض في المعدة، علاجه يكون عبر تناول أدوية يصفها الطبيب لزيادة حموضة المعدة، وهنا قد يكون تناول الحمض مفيدا في بعض الحالات.

- ثانيا: ارتجاع المريء الذي يحدث عندما تكون العضلة الفاصلة بين نهاية المريء وبداية المعدة رخوة، مما يؤدي إلى ارتجاع الطعام إلى المريء من المعدة. وفي هذه الحالة، فإن تناول الحمض على الريق يحفّز إفراز المزيد من الأحماض، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، إذ إن زيادة الحموضة قد تؤدي إلى ارتخاء العضلة بشكل إضافي، وبالتالي تسوء حالة المصاب".

وتعود لتشدد باشي على مسألة مهمة، وهي "ان تناول خل التفاح مخفف بالماء بعد انتهاء الوجبة يعدل السكر في الدم، هذا امر صحيح ولكنه ممنوع بشكل نهائي، الا في حال معرفة الوضع الصحي للشخص. فإذا كان لديه انخفاض في معدل الاسيد في المعدة، فخل التفاح سيناسبه، ولكن ان لم يكن يعاني من حموضة منخفضة في المعدة، فالخل قد يتسبب له بقرحة. لذا انا اشدد على دقة موضوع خل التفاح، لأنه لا يمكننا ان ننصح الجميع باعتماده، وهذا نتيجة اختلاف الوضع الصحي لكل حالة. اما حامض الليمون فلا أساس لصحة المعلومات المتداولة بشأن قدرته على  التخلص من البدانة".

وتختم باشي حديثها بالتنبيه الى "اتباع كل Trend ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه قد تكون له تبعات صحية خطرة. فالحالة الطبية لكل فرد تختلف عن غيره، ولا يمكن تعميم نصيحة واحدة على الجميع دون الرجوع إلى المختصين".

ندى عبد الرزاق - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا